نشر موقع ميدل إيست آي مقالاً للكاتب عابد أبو شحادة تناول فيه ما وصفه بـ"منطق الإبادة" في قطاع غزة، مؤكدًا أن ما يحدث هناك ليس استثناءً بل امتدادٌ لمنهج إسرائيلي مستمر يطال كل الفلسطينيين، من غزة إلى الضفة الغربية، مرورًا بالقدس الشرقية وحتى من هم داخل حدود 1948.

انتقد الكاتب تأخر بعض الأصوات الغربية، مثل بيرس مورجان والمتحدث السابق باسم البيت الأبيض ماثيو ميلر، في انتقاد العدوان الإسرائيلي رغم استخدام منصاتهم لتبريره. رأى أن هذا التردد يعكس تصورًا متجذرًا بأن "إسرائيل على حق حتى يثبت العكس"، بينما "الفلسطينيون مخطئون حتى يثبت العكس"، واعتبر أن هذا الانحياز نتاج للامتياز الاستعماري وهيمنة إسرائيل الكاملة على حياة الفلسطينيين من النهر إلى البحر.

أوضح الكاتب أن استخدام مصطلح "قطاع غزة" بدأ بعد نكبة 1948، حين خُفضت مساحة قضاء غزة من نحو 1200 كم² إلى 365 فقط. بعد النكبة، تكدس نحو 280 ألف فلسطيني في هذا القطاع الصغير، كثير منهم لاجئون. ومنذ ذلك الحين، تبنت إسرائيل منطق "أقل أرض لأكبر عدد من العرب" مقابل "أكبر أرض لأقل عدد من اليهود".

ورأى أن غزة تحولت لاحقًا إلى مختبر لسياسة الحصار والتجويع والعدوان الدوري، بدءًا من اتفاق أوسلو، ومرورًا بعدة حروب شنتها إسرائيل منذ 2008 وحتى 2023، سقط خلالها آلاف الشهداء دون محاسبة دولية تُذكر. أشار إلى أن رئيس الوزراء الأسبق أرييل شارون صمم خطة "فك الارتباط" عام 2005 كحل ديمغرافي اقتصادي، انسحب بموجبها من غزة مقابل توسيع الاستيطان في الضفة، وهو ما تحقق بالفعل.

انتقل الكاتب للحديث عن الداخل الفلسطيني، حيث سنت حكومات الليكود المتعاقبة قوانين ترسخ التفوق اليهودي، منها قانون "النكبة" عام 2011 الذي يعاقب من يحيي ذكراها، وقانون "كمينيتس" عام 2017 الذي يسرع هدم المنازل الفلسطينية، وقانون "الدولة القومية" عام 2018 الذي جعل العبرية اللغة الرسمية الوحيدة ومنح شرعية الدعم الحكومي للمستوطنات اليهودية فقط.

ذكر المقال تصعيد التوسع الاستيطاني في الضفة بين أواخر 2024 و2025، خاصة في محيط الخليل، حيث اقتلعت 5000 شجرة زيتون، ودُمّرت مخيمات جنين ونور شمس، وسقط نحو 900 شهيد واعتُقل أكثر من 14 ألف فلسطيني، كثير منهم دون تهم. في القدس والداخل، هدمت السلطات مئات المنازل تحت ذريعة مخالفات تنظيم بسيطة.

وفي النقب، أُعيد إحياء خطة "موكاديم" عام 2024، وبدأت الدولة بمصادرة مساحات شاسعة من أراضي البدو، ما يهدد آلاف العائلات. وصف الكاتب هذه السياسات بأنها لا ترتبط بردود فعل على ما حدث في 7 أكتوبر 2023، بل تأتي في إطار حملة استعمارية مستمرة منذ قرن تهدف لتجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم وحقوقهم.

رأى أن بعض السياسيين الإسرائيليين وداعميهم الدوليين بدؤوا يحاولون احتواء الأضرار بعدما أدركوا أن حجم الدمار لا يمكن تجاهله. واعتبر أن محاولات إعادة إطلاق "عملية سلام" جديدة على غرار أوسلو ليست سوى وسيلة لإعادة ترسيخ الهيمنة الإسرائيلية بعد الإبادة في غزة.

في ختام المقال، شدد الكاتب على ضرورة مواجهة النظام الإسرائيلي بالكامل وليس فقط مجازره في غزة، لأن ما يحدث ليس "انفلاتًا"، بل هو تعبير صريح عن منطق منظومة تهدف إلى تكريس تفوق يهودي على حساب الفلسطينيين. رأى أن الكارثة القادمة ليست احتمالًا، بل نتيجة حتمية ما لم يُفكك هذا النظام.
 

https://www.middleeasteye.net/opinion/israel-war-on-palestinians-will-not-end-till-dismantle-apartheid